'*•~-.¸-(_ تجاريح الزمن _)-,.-~*'¨
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

'*•~-.¸-(_ تجاريح الزمن _)-,.-~*'¨


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوم الرحيل.....قصة حقيقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تجاريح الزمن
الاداره
الاداره
تجاريح الزمن


انثى عدد الرسائل : 419
بلدي : يوم الرحيل.....قصة حقيقية Female62
مهنتي : يوم الرحيل.....قصة حقيقية Studen10
هوايتي : يوم الرحيل.....قصة حقيقية Painti10
تاريخ التسجيل : 07/09/2008

يوم الرحيل.....قصة حقيقية Empty
مُساهمةموضوع: يوم الرحيل.....قصة حقيقية   يوم الرحيل.....قصة حقيقية Emptyالسبت أكتوبر 04, 2008 11:16 am

كان يمشي في الطريق مسرورا مبتهج الوجه عندما ناديته...محسن ..محسن تعالى يا ولدي ..أي أنت ذاهب وما سبب هذا الفرح الذي على وجهك فأجابني بصوته الملائكي الوديع إني أرتب أموري لأسجل في الإكمالية ..فغدا سأذهب للتسجيل....قبلته على جبهته ومسحت على شعره الأصفر الجميل..وقلت له كان الله في عونك يا صغيري فأبتسم إبتسامة المعجب بنفسه..فقد حقق النجاح في الإنتقال من الإبتدائية إلى الإكمالية

نهض محسن في الصباح الباكر فلبس ثيابه وحمل محفضته وإرتدى مأزره وودع والدته بعد أن قبلته قبلة على جبينه متمنية له دخولا دراسيا موفقا...وقصد الإكمالية مع شلة من أصدقائه ..وبينما هم في لعب ولهو عند سيرهم في الطريق وإذ بسيارة مسرعة فأبتعد الأطفال إلا محسن الذي لم ينتبه لتصدمه وتجره عدة أمتار ليسقط جثة هامدة على قارعة الطريق.

كنت في المحل أتابع بعض الجرائد اليومية ليرن الهاتف إنه صديقي كمال...مرحبا كمال..كيف حالك...وإذ بلهجته متغيرة بعض الشيئ ..رفيق سمعت الخبر ...فأجبته: أي خبر تقصد ...كمال: محسن صدمته سيارة ...ماذا تقول...محسن صدمته سيارة .أين ...وكيف حاله ...كمال: لقد توفي في عين المكان..وقد حملته مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى......أغلقت الهاتف ..وركبت السيارة وأنا غير مصدق الخبر ثم أتصلت بصديق آخر ليؤكد هذا الخبر المشؤوم ...توالت المكالمات تحمل في طياتها نفس الخبر...محسن أنتقل إلى رحمة الله...أغلقت الهاتف حتى لا أسمع هذا الخبر..ربما هو كذب...ربما يكون جريحا كيف يموت بهذه السهولة.

وصلت المستشفى ودخلت الإستعجالات وجدت مجموعة من معارفي ...فأسرعت نحوهم أسألهم هل هذا صحيح؟..هل توفي محسن؟..أين هو؟...فأجابني أحدهم لا أدري نحن ننتظر سيارة الإسعاف...وما كدنا نكمل حديثنا حتى وصلت سيارة الإسعاف فأسرعنا نحوها لنستفسر الأمر ....وقف عونا الحماية أمام الباب الخلفي للسيارة. ولم يتركا أحدا يقترب من الباب ..فأردت أن أرى ولكن أحد الأعوان منعني وأبعدني جانبا وهو يقول ماذا تريد..لقد إنتقل الصبي إلى رحمة الله وجثته مشوهة ...لن يراها أحد حتى يتم تكفينها...سقطت على ركبتيا واضعا يديا على وجهي وأنا أصرخ ...لا ...لا يمكن هذا ..لا يمكن هذا ...فربت أحدهم على كتفي ..هذا قدر ..والصبي قد بلغ أجله...ألا تؤمن بالله...ألا تؤمن بالقدر خيره وشره...رفعت رأسي وكأني أسمع هذه الكلمات لأول مرة ..بلى أنا مؤمن ولكن هذه هي الصدمة الأولى وكانت قاصمة.


رجعنا إلى البيت..بكاء... نحيب... صراخ..عويل ...دخلت إلى الداخل فأستقبلتني أم محسن وهي في حالة يرثى لها..وجه حزين عيون دامعة...وبكاء يذيب الحديد...صحيح يا رفيق ...هل رحل محسن ؟...هل رحل حقا؟...فقلت لها ...إرجوك أهدئي وأسمعيني ..هذا قدر الله..لله ما أعطى ولله ما أخذ...فأخذت تصرخ في هستريا..لا ..لا تقل هذا..محسن ذهب إلى المدرسة وسوف يعود في المساء وسترى هذا...وما يقولونه سوى أكاذيب....بكيت لحال هذه الأم المسكينة أكثر مما بكيت على محسن....نعم فهي ترفض هذه الحقيقة المرة...فخرجت إلى ساحة البيت...وما آلمني وحز في نفسي ذلك الطفل الوديع رؤوف صديق محسن وهو يجلس في زاوية دامع العين كئيب النفس..فذهبت إليه وقبلته على جبهته ...وضممته إلى صدري وأنا أبكي قائلا .نعم يا رؤوف قد رحل صديقك محسن فمع من ستلعب من اليوم..مع من ستتسابق..فشعرت أنه يضمني بشدة..فمسحت دموعه التي سالت على وجهه الأبيض الجميل..لا تبكي يا رؤوف ستجد أصدقاءا آخرين فمحسن قد ذهب إلى ربه وهو لن يعود

وصل جثمان الفقيد فأدخلناه إلى الداخل فكثر الهرج والمرج والنحيب والعويل..وما هالني منظر أمه وهي تحتضنه بحرارة وتقبل جسده الطاهر المسجى وهي تصرخ..لا ..لا تأخذوا ولدي ...مازلت محتاجة إليه ..مازلت لم أشبع من رؤيته...أرجوكم فهو ولدي ..وإذ أخذتموه فخذو مني روحي وأدفنوها معه..وتصرخ ..وتصرخ..ولدي ...حبيبي من فعل بك هذا وأغمي عليها ...ثم حمل الجثمان ..وسرنا به نحو المقبرة مع جمع غفير من المشيعين صلينا عليه صلاة الجنازة وضعنا جسده الطاهر في قيره وأخذنا نهيل عليه التراب مختلطا بالدموع ...نعم ها نحن ندفن محسن ذو الشعر الأصفر والوجه الأبيض البشوش..وندفن معه البراءة فهو طير من طيور الجنة..

رجعنا إلى البيت بعد أن فرغنا من الدفن فوجدت أم محسن خارج البيت تنتظر...فقالت دفنتم محسن يا رفيق....هان عليكم ودفنتموه...دفنتم قلبي...أرجوكم خذوني وأدفنوني مع ولدي...وأخذت تبكي بكاءا..وترثي رثاءا لو سمعته الصخور الصم لانفطرت لو سمعه الحديد الصلب لذاب ...فقلت لها: تحلي بالصبر ...إصبري قليلا فكانت إجاباتها ظاربة في صميم قلبي...وكيف أصبر وقد أخذتم إبني وروحي وقلبي...ذهب للمدرسة فعاد جثة هامدة من دون روح...تركت تلك الأم المفجوعة وذهبت إلى غرفتي لأنام...فلم يغمض لي جفن إلا مع طلوع الفجر وتمنيت أن أستيقض وأزيح هذا الكابوس المرعب..ولكن كانت حقيقة فعندما إستيقضت لم أجد محسن...قصدت مكان لعبه المعتاد فلم أجده نعم إنها الحقيقة المرة..لقد مات محسن وترك الفراغ الرهيب...نعم لقد رحل عن البيت وسكن المقابر رحل بدون رجعة وبدون وداع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tgarehalzmen.ahlamontada.net
 
يوم الرحيل.....قصة حقيقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
'*•~-.¸-(_ تجاريح الزمن _)-,.-~*'¨ :: (“'•.¸§((`'•.¸*قسم الفن والآداب*¸.•'´))§ ¸.•”) :: تــجـــاريـــح الـــقصــص والـــروايــات-
انتقل الى: